
_
شكرا شباب سورية..لقد بعثتم فينا الأمل بعد أن كاد يخبو، وقضيتم على يأسنا بعد أن كاد يقضي علينا، وأثبتم أن صمتكم لم يكن جبناً ولا ضعفاً، بل كان كصمت البراكين قبل ثورانها، وصمت العواصف قبل هبوبها.
فداء ياسر الجندي –
— وأخيرا قطعت جهيزة قول كل خطيب، وبدأ عرض مسلسل عمر، وظهر ممثلون في أدوار الصحابة، وتم اعتماد فتوى الإباحة من قبل الجهات المنتجة للمسلسل، وهي فتوى من علماء كبار معتمدين يؤخذ عنهم، وتبين لنا كم كنا سنفوت من الخير والعلم والمتعة، لو أن من أنتج المسلسل أخذ بالفتوى الأخرى، فتوى من حرم ظهورهم، وهي فتوى نحترمها ونقدرها ونحترم من يأخذ بها، لأنها أيضا صادرة عن علماء كبار معتمدين يؤخذ عنهم، ومن ارتاح لها فلا يتابعن المسلسل، وعسى أن يتوقف الآن الجدال حول هذا الأمر، الذي كان الموضوع الرئيسي في كل ما كتب حول الملسسل، حتى الآن، وتكون الحوارات المقبلة نقدا بناء حول محتوى المسلسل.
مع اقتراب الشهر الفضيل، يزداد الجدل والسجال حول مسلسل عمر الفاروق، الذي سيتم عرضه على بعض القنوات الفضائية، ما بين مؤيد لعرضه متشوق له، ومعارض يطالب بحظره، وكاتب هذه السطور من الفريق الأول.
ذلك لأن هذا العمل هو ثمرة تعاون بين قمتين، قل نظيرهما في تاريخ الدراما العربية بشكل عام، والتاريخية بشكل خاص، الا وهما الكاتب الدكتور وليد سيف، والمخرج حاتم علي.
حملتُ جرحك في قلبي وأشعاري
ولم تُغَنِّ سوى نجواكِ أوتاري
أمَّ النواعير يا أرض الجهاد ويا
أرض الصمود ألا حُـيـِّيـتِ من دار
أرأيت إلى من تعطيه شعلة ليستضيء بها فيشعل بها حريقاً؟ أو من تعطيه سيارة فارهة ليتنقل بها بأمان فيستخدمها برعونة فيهلك بها نفسه وغيره؟ ماذا تقول عنه؟
وهل يختلف هذا عمن تعطيه وسيلة من شأنها لم الشمل، ونشر العلم، وتوثيق الأخوة، وإيصال الكلمة والفكرة والصوت إلى ثلث مليار من البشر، هم عديد أمة العرب، فيأبى كل ذلك ثم يستخدم هذه الوسيلة في نشر الفرقة، وتعميق شروخ الخلاف، والانسلاخ عن إخوة الوطن واللسان، وعزل سبعين مليونا من الناس هم عديد المصريين، عن إخوانهم بقية ثلث المليار؟
لا أتفق مع من يقول بأن الشبكة العالمية قد حولت العالم إلى ما يشبه قرية إلكترونية صغيرة، لأن وجه الشبه الوحيد بين القرية والعالم الشبكي، وهو تقريب المسافات وسهولة الاتصال، لا يكفي لإطلاق هذا التشبيه، بسبب وجود أوجه كثيرة جداً من الاختلاف بين الفضاء الشبكي والمجتمع القروي.
اقرأ المزيد »